الرئيسية
من طرف 
إصحي يافاسد... الموهبة
... الالتزام... الاتقان..النشاط...الضمير ... المسؤولية... كلمات ليس لها
مكان فى دولاب العمل المصرى ، فلا تصلح كمسوغات للتعيين فى اى جهة حكومية
او خاصة ،
اما الوساطة ...والمحسوبية ...و(الدنجلة)...
والشللية..والتربيطات والمجاملات..والقرابة ..والفلوس ..وتفتيح المخ......
واغماض العين.... فهى ضمانات لاى وظيفة هامة او غير هامة..
واذا كانت
–عزيزى القارىء مستاءا وحانقا... وترى ان الرجل المناسب دائما ليس فى
المكان المناسب فلا تنس انك مشارك فى هذه المنظومة التى تنفرد دائما بها
مصر عن سواها من البلاد بتلك الصورة البشعة...
فقد يكون والدك مد الله
فى عمره – قد الحقك بالمدرسة الابتدائية رغم ان عمرك وقتها لم يكن ملائما
،لاجئا الى احدى الضمانات السابقة او بعضها!
او قد تكون نجحت فى
الثانوية العامة بعد(تربيط) مع المراقب الذى غض بصره عنك، وانت تنقل من
(البراشيم ) التى تعبت فى اعدادها واخفائها فى اكمام قميصصك
،وثنية(بنطلونك)!
المهم ان المنظومة تشمل معظم الشعب..افرادا وجماعات ..فصارت للفساد تسميات لطيفة، نستخدمها حتى لا تخرج الحقيقة حناجرنا واذاننا ...
فالرشوة صارت (اكرامية) ، والوساطة .. (تزكية)،والشللية...(جروب عمل) ،والتربيطات ..(مصالح مشتركة) .. والقرابة ..(صله رحم)!!
وهكذا فكلنا مظلوم وظالم...جانيا،ومجنى علية!!
لهذا وذلك..
ولان الرجل المناسب دائما ليس فى مكانه المناسب ،فقد تدهورت احوالنا
،وتسربت منا الريادة فى كثير من المجلات ، لصالح اشقائنا من العرب
وغيرهم...
وعلى سبيل المثال .. فى المجال الاعلامى،ثم سحب البساط من تحت اقدامنا لتقف فوقة المذيعات اللبنانيات ..(الجميلات والمثقفات...
فترى المذيعات اللبنانيات ..الجميلات والمثقفات..
فترى المذيعة تحسن ادارة اى حوار ، فلا تفرض رايها على الضيف ، ولا تقاطعة
(عمال على بطال)، ولا تشعر ابدا انها لابد ان تتحدث كثيرا فى البرنامج
،حتى لا يقال عنها مذيعة فاشلة!
كل هذا لانها لم تجلس فى موقعها هذا
لانها ابنه احد المدراء فى التليفزيون ،ولا لانها فعلت (مابوسعها) حتىيرضى
عنها المسؤول ويقوم بتعينيها فورا! وان كان حجم الموهبة في هذا المجال
محدود...
فما بالك بالممثلين الذين –هم ايضا –لجاوا الى توريث ابنائهم
لمهنة التمثيل ! فالكعكة كبيرة ،ولا يكتفى (الفنان) بنصيبه منها ،بل ولابد
ان ياتى بابنائه وزوجتة ايضا يلتهمون معه ما يستطيعون منها!
فى الماضى ،كان المجتمع يتمتع بشىء من الاحترام،فلم نر ابناء كمال الشناوى ،وعماد حمدى،ويحيى شاهين يمثلون!
اما الان ،فالنهب(على ودنه) واللى يقدر يهبش حاجة ما يتاخرش ..
واكتظ المجتمع المصرى (بالهبيشة)،و(الاكيلة) و(المهلبتاتية)... وصارالفساد (للركب)!
اناا –بالفعل –نعيش فترة اضمحلال حادة..
واتوقع ان ياتى (الفوقان) من الخارج..
ويكون الثمن باهظا!
