بدأ الهجوم بما أسماه الأمريكيون "الصدمة والترويع"، وهو قصف ليلي للمراكز
الرئاسية.
ولكن الرئيس السابق صدام حسين نجا من القصف الأولي للقصور الرئاسية وظهر
بالتلفزيون ليحث الشعب العراقي على المقاومة، وبدأت الحرب الإعلامية التي سارت جنبا
إلى جنب مع العمليات العسكرية.
وكانت القوات الأمريكية متخوفة من إمكانية شن صدام لهجوم كيماوي ضدهم.
وعلى الرغم من إعلان البحرية الأمريكية عن سقوط ميناء أم قصر الجنوبي، إلا أن
الميناء لم يكن قد تمت السيطرة عليه مما هز من مصداقية الآلة الإعلامية الغربية حين
ظهرت الصور بالتلفزيون.
وعلى الرغم من مرور عدة أيام لم تتضح فيها الرؤية بالنسبة للوضع على الأرض، إلا
أن قوات التحالف ظلت مستمرة في القصف المكثف على بغداد والمدن الرئيسية الأخرى.
وكانت الـ"نيران الصديقة" من أهم مسببات الخسائر على الجانب الأمريكي والحلفاء.
وفتحت العسكريةالأمريكية جبهة أخرى في الشمال بمساعدة الأكراد في محاولة لتطويق
بغداد من الشمال والجنوب.
]هذا الرجل قبض عليه مع ابنه بالقرب من النجف.
وتستمر المأساة على الأرض.
وفي الخامس والعشرين من مارس آذار، شنت الطبيعة هجوما مباغتاً في صورة عاصفة
رملية قاسية حجبت الرؤية بصورة شبه كاملة.
ولولت النساء على من قتل في الغارات.
وتولت القوات البريطانية مهمة تأمين البصرة الجنوبي بعد أن أحكمت السيطرة على
ميناء أم قصر الذي أبدى مقاومة يعتد بها.
لم يتوقع الأمريكيون أن يكون الموضوع بتلك الصعوبة.
وتمكنت القوات العراقية من أخذ بعض الأسرى من صفوف التحالف.. وبعض هؤلاء تم
تحريره من أيدي آسريه.
وتحولت مدن عراقية إلى أنقاض وبدأ التفكير في شن الهجوم الرئيسي على بغداد التي
كان يراهن عليها نظام صدام لقوة تحصيناتها.
وكان أول ما سيطرت عليه قوات التحالف من بغداد هو مطار صدام الدولي.. الأمر الذي
كذبه الصحاف وزير الإعلام العراقي آنذاك.
وفي نفس الوقت تمكنت القوات البريطانية بالبصرة جنوبا من تدمير العديد من
الدبابات العراقية التي لم يكن لها غطاء جوي يحميها.
وبدأت بغداد في التهاوي بسرعة لم يكن الكثيرون يتوقعونها. وجلس الجنود
الأمريكيون يدخنون في بهو قصر من قصور صدام حسين.
وخاض الصحفيون الحرب رغماً عنهم في مهنة البحث عن المتاعب، وقتل منهم عدد غير
قليل.
وحين سقطت البصرة أخيراً، وجدت القوات حربا أشرس وهي حرب توفير الخدمات الأساسية
والحماية للشعب العراقي.
وسقطت بغداد واختفى صدام فجأة وظن البعض إنه ربما يكون في روسيا وقال البعض
سوريا، ولكنه اختبأ بمسقط رأسه تكريت.
وحدثت فوضى شاملة استغلها البعض في النهب والسرقة حتى أن المتحف ذاته لم يسلم من
لصوص بغداد.
وسقطت كركوك الغنية بالنفط.
وبدأ فصل جديد من فصول التاريخ العراقي المعاصر، لا أحد يعرف ما سيحدث ولكن
الجميع يأمل في غد أفضل.