الصبر عامل هام في نجاح المشاريع :
كما هو الصبر ، عامل حاسم في الحروب و السياسات و تكوين الأسر .. وكما هو
صفة تحث عليها الأديان السماوية وتبشر الصابرين فيها ، وكما هي صفة تحث
عليها الأدبيات السياسية الحديثة ، وتطلق عليها (الصمود ) .. فهي صفة
واجبة في الاقتصاد أيضا ..
لنضرب مثلا ، قد يغترب أحدنا في بلد
بعيد عن وطنه ، ويتحمل صعوبات الغربة ، ويعود بعد غياب عشر سنوات ، ومعه
مبلغا ، ويقوم بإنشاء مشروع ، قد لا يكون موفقا في تنفيذه أو اختيار
عنوانه أو مكان ذلك المشروع ، وقد يخسر كل ما أحضر من أموال ، أو يخسر
معظمها .. وقد يربي أحدنا ولدا ويعلمه أحسن تعليم ، ويواظب على الصرف عليه
وهو في أمس الحاجة الى كل فلس دفعه عليه ، وعند التخرج قد يتوفى الولد ..
وبإمكان أي قارئ أن يطلق العنان لذاكرته ، ويتذكر كم نموذجا اطلع عليه من
تلك النماذج أو مثيلاتها ..
لكن هل تتوقف الحياة ؟ وهل يتوقف
صاحب المشروع الذي أخفق عن محاولاته ؟ وهل لو بقي يبكي ويندب حظه و يكتب
مذكراته و يتحول لأديب ، هل سيغير من النتائج شيئا ؟
لم نذكر ما
ذكرناه من باب هذر الكلام ، لكننا وبعد الإطلاع على كثير من تجارب الشباب
، وارتباكها ونكوص أصحابها و ارتكاساتهم ، وتحولهم لمشاريع مجانين ..
حاولنا زج هذه المادة بين موضوعنا ، فهي ليست للإهابة وإثارة الهمم الطيبة
، والمواد الأدبية ، بقدر ما هي أحد الركائز الهامة في تنفيذ المشاريع
الصغرى والمتوسطة . وأهميتها تنبع مما يلي :
أ ـ
عدم الدفاع عن المهنة وعدم تطوير القوانين الخاصة بها ( علاقات الإنتاج )
.. وترك المشرعين في البلاد دون متابعة من العاملين والمنتجين ، فطالما
كان ترك المهنة هو الحل .. فان المشرع ، قد تعود غياب الإصرار من العاملين
على تطوير تشريعاته ..
ب ـ عدم التفكير بترسيخ مبدأ (
النمطية ) في الإنتاج ، ومن ينظر الى التجربة اليابانية ، يجد أن أكبر
ميزاتها التي أوصلت اليابان الى ما وصل اليه ، هي النمطية .. أي تركيز
التخصص في نمط محدد من العمل ، لتقليل الكلف المستقبلية في الإنتاج ، و
القدرة على الاختراع و تقليل المستورد من قطع الغيار و حتى المكائن نفسها
..
هناك من الشباب من يقوم بتربية ( دجاج لاحم ) ..
و يصادف أن تكون الأسعار في الحضيض مع أول تجربة لهذا الشاب ، فإن ترك
التربية ، وتحسنت الأسعار .. فقد يعاود التربية ( هذا للمهندسين الزراعيين
أو الأطباء البياطرة) .. ويصادف في هذه المرة أن يهبط السعر عندما يكون
دجاجه في عمر البيع .. فيتوقف و قد يعاود عندما ترتفع الأسعار .. أو أن
يقلع نهائيا عن التربية .. إن ما دفعه للعودة هو ارتفاع الأسعار .. وإن ما
جعله يتوقف هو انخفاض الأسعار ، لو واظب واستمر في التربية ، لعوضت ارتفاع
الأسعار ، ما خسره عندما انخفضت ..
لن ننهي تلك المقالة بنصيحة
ساذجة .. ونقول اصبروا فحسب .. بل ننصح الشباب بالابتداء بمشاريع ذات
(دورة رأسمال ) قصيرة .. والابتعاد عن المشاريع ذات دورات رأس المال
الطويلة .. وسنناقش تلك المسألة فيما بعد ..
ـ إن ترك المشروع في بداياته ، على إثر بعض الخسائر ، سيقود الى خسارة أعظم وهي بيع المشروع بأبخس الأثمان ..
2 ـ إن ترك المشروع والانتقال لمشروع آخر مختلف ، سيمزق تراكم الخبرات لدى
الشباب ، وهي ظاهرة تنتشر في بلادنا ، وينجم عنها ما يلي : 3 ـ إن عينات الذبذبة في نجاح المشاريع ، مسألة معروفة على مر
التاريخ ، فقد تتحسن الظروف بعد ترك المشروع بمدة بسيطة ، وعندها سيكون
الندم هو الشعور السائد والمسيطر على نفسية من تركه .. 4 ـ ان
التردد والتنقل من مشروع لمشروع ، ومن مكان لمكان سيصنع حالة من الفشل
تلتصق بمن يقوم بها .. وقد يصبح مترددا في قبول مشروع ناجح ، لخوفه من
تكرار الفشل ..
كما هو الصبر ، عامل حاسم في الحروب و السياسات و تكوين الأسر .. وكما هو
صفة تحث عليها الأديان السماوية وتبشر الصابرين فيها ، وكما هي صفة تحث
عليها الأدبيات السياسية الحديثة ، وتطلق عليها (الصمود ) .. فهي صفة
واجبة في الاقتصاد أيضا ..
لنضرب مثلا ، قد يغترب أحدنا في بلد
بعيد عن وطنه ، ويتحمل صعوبات الغربة ، ويعود بعد غياب عشر سنوات ، ومعه
مبلغا ، ويقوم بإنشاء مشروع ، قد لا يكون موفقا في تنفيذه أو اختيار
عنوانه أو مكان ذلك المشروع ، وقد يخسر كل ما أحضر من أموال ، أو يخسر
معظمها .. وقد يربي أحدنا ولدا ويعلمه أحسن تعليم ، ويواظب على الصرف عليه
وهو في أمس الحاجة الى كل فلس دفعه عليه ، وعند التخرج قد يتوفى الولد ..
وبإمكان أي قارئ أن يطلق العنان لذاكرته ، ويتذكر كم نموذجا اطلع عليه من
تلك النماذج أو مثيلاتها ..
لكن هل تتوقف الحياة ؟ وهل يتوقف
صاحب المشروع الذي أخفق عن محاولاته ؟ وهل لو بقي يبكي ويندب حظه و يكتب
مذكراته و يتحول لأديب ، هل سيغير من النتائج شيئا ؟
لم نذكر ما
ذكرناه من باب هذر الكلام ، لكننا وبعد الإطلاع على كثير من تجارب الشباب
، وارتباكها ونكوص أصحابها و ارتكاساتهم ، وتحولهم لمشاريع مجانين ..
حاولنا زج هذه المادة بين موضوعنا ، فهي ليست للإهابة وإثارة الهمم الطيبة
، والمواد الأدبية ، بقدر ما هي أحد الركائز الهامة في تنفيذ المشاريع
الصغرى والمتوسطة . وأهميتها تنبع مما يلي :
أ ـ
عدم الدفاع عن المهنة وعدم تطوير القوانين الخاصة بها ( علاقات الإنتاج )
.. وترك المشرعين في البلاد دون متابعة من العاملين والمنتجين ، فطالما
كان ترك المهنة هو الحل .. فان المشرع ، قد تعود غياب الإصرار من العاملين
على تطوير تشريعاته ..
ب ـ عدم التفكير بترسيخ مبدأ (
النمطية ) في الإنتاج ، ومن ينظر الى التجربة اليابانية ، يجد أن أكبر
ميزاتها التي أوصلت اليابان الى ما وصل اليه ، هي النمطية .. أي تركيز
التخصص في نمط محدد من العمل ، لتقليل الكلف المستقبلية في الإنتاج ، و
القدرة على الاختراع و تقليل المستورد من قطع الغيار و حتى المكائن نفسها
..
هناك من الشباب من يقوم بتربية ( دجاج لاحم ) ..
و يصادف أن تكون الأسعار في الحضيض مع أول تجربة لهذا الشاب ، فإن ترك
التربية ، وتحسنت الأسعار .. فقد يعاود التربية ( هذا للمهندسين الزراعيين
أو الأطباء البياطرة) .. ويصادف في هذه المرة أن يهبط السعر عندما يكون
دجاجه في عمر البيع .. فيتوقف و قد يعاود عندما ترتفع الأسعار .. أو أن
يقلع نهائيا عن التربية .. إن ما دفعه للعودة هو ارتفاع الأسعار .. وإن ما
جعله يتوقف هو انخفاض الأسعار ، لو واظب واستمر في التربية ، لعوضت ارتفاع
الأسعار ، ما خسره عندما انخفضت ..
لن ننهي تلك المقالة بنصيحة
ساذجة .. ونقول اصبروا فحسب .. بل ننصح الشباب بالابتداء بمشاريع ذات
(دورة رأسمال ) قصيرة .. والابتعاد عن المشاريع ذات دورات رأس المال
الطويلة .. وسنناقش تلك المسألة فيما بعد ..
ـ إن ترك المشروع في بداياته ، على إثر بعض الخسائر ، سيقود الى خسارة أعظم وهي بيع المشروع بأبخس الأثمان ..
2 ـ إن ترك المشروع والانتقال لمشروع آخر مختلف ، سيمزق تراكم الخبرات لدى
الشباب ، وهي ظاهرة تنتشر في بلادنا ، وينجم عنها ما يلي : 3 ـ إن عينات الذبذبة في نجاح المشاريع ، مسألة معروفة على مر
التاريخ ، فقد تتحسن الظروف بعد ترك المشروع بمدة بسيطة ، وعندها سيكون
الندم هو الشعور السائد والمسيطر على نفسية من تركه .. 4 ـ ان
التردد والتنقل من مشروع لمشروع ، ومن مكان لمكان سيصنع حالة من الفشل
تلتصق بمن يقوم بها .. وقد يصبح مترددا في قبول مشروع ناجح ، لخوفه من
تكرار الفشل ..