عقب التظاهرات والاعتقالات
عودة الهدوء للواحات بعد ضمها لـ "6 أكتوبر
أعاد قرار تراجع الحكومة
المصرية عن ضم الواحات البحرية لمحافظة المنيا ، الهدوء إلى مركز ومدينة الواحات
البحرية وإنهاء مظاهر العنف والإضراب وفك الحصار عن مناجم الحديد ، بعد أن صدر
قررارا جديدا بإلحاق المنطقة إداريا بمحافظة السادس من أكتوبر
محيط ـ وفاء
بسيوني
| |||
وصدر هذا القرار الجديد خلال اجتماع طارئ في الأمانة العامة
للحزب الوطني ، حضره اللواء محمد عبدالسلام المحجوب وزير التنمية المحلية، وأحمد
المغربي وزير الإسكان، وأحمد عز أمين تنظيم الحزب الوطني، وبعض نواب مجلس الشعب،
وتم خلاله الاتفاق علي ضم مركزي الصف وأطفيح إلي محافظة حلوان، والعياط والواحات
البحرية إلي محافظة 6 أكتوبر.
وترأس الرئيس حسنى
مبارك اليوم الأحد ، أول اجتماع لمجلس المحافظين بتشكيله الجديد ، بعد أن أدى
أعضاء المجلس
اليمين الدستورية أمام سيادته بمقر رئاسة الجمهورية
بمصر الجديدة .
وأعطى الرئيس مبارك
توجيهاته للمحافظين بالعمل الجاد لخدمة المواطنين فى كافة المواقع وتوفير الخدمات
الاساسية لهم والاهتمام بمحدودى الدخل ، تنفيذا لبرنامج الرئيس الانتخابى
وحضر الاجتماع كل من رئيس مجلس الوزراء الدكتور أحمد
نظيف والدكتور يوسف بطرس غالى وزير المالية والدكتور عثمان محمد عثمان وزير التنمية
الاقتصادية والمهندس أحمد المغربى وزير الاسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية
والدكتور على المصيلحى وزير التضامن الاجتماعى والدكتور يسرى الجمل وزير التربية
والتعليم . كما حضر الاجتماع أيضا الدكتور حاتم الجبلى وزير الصحة والسكان
ومحمد عبدالسلام المحجوب وزير التنمية المحلية والدكتور زكريا عزمى رئيس ديوان رئيس
الجمهورية .
أول تظاهرات منذ العصر
الروماني
و كانت منطقة الواحات قد شهدت أحداثا ساخنة خلال اليومين الماضيين بعد
قرار ضم الواحات البحرية إلي محافظة المنيا ، حيث تظاهر خمسة آلاف شخص نزلوا إلى
الشارع، وأطلقوا الهتافات وأحرقوا الاطارات في الواحة البحرية التي تضم عدة قرى
واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق الحشد وتم توقيف 15 شخصاً على
الأقل
|
وأشارت مصادر
مطلعة إلى أن الأمن
اعتقل 40 من المتظاهرين الذين قطعوا الطريق بين منطقتهم والعاصمة وعطلوا سكة حديد
المناجم ، وإن 18 شخصا أصيبوا بسبب القنابل المسيلة للدموع أو بسبب الوقوع تحت
الأقدام.
وتعد منطقة الواحات الخارجة
من أهدأ المناطق في مصر، ولم تعرف التظاهر أو الاضطراب السياسي منذ كانت جزءا
من الامبراطورية الرومانية وتعرف باسم سلة خبز الامبراطورية الرومانية حتى القرن
الميلادي السابع.
وكان قرار ضم مراكز الصف وأطفيح, والعياط إلي محافظة
الفيوم وضم الواحات البحرية إلي محافظة المنيا لم يلق استحسانا شعبيا أو تنفيذيا
, نظرا لبعد المسافات بين هذه المراكز والمحافظتين اللتين انضمت إليهما ، فكان
سكان الواحات سيضطرون حسب قرار ضمهم إلى محافظة المنيا الى اجتياز 600 كلم للتوجه
إلى الدوائر الرسمية في المنيا أي ضعفي المسافة إلى الجيزة .
ردود فعل متباينة بحلوان
وفي هذا السياق ، آثار قرار إنشاء محافظة جديدة باسم محافظة حلوان ردود فعل مختلفة
بين سكان حلوان إذ اعتبر بعضهم القرار طوق النجاة الذي سيخلصهم من نقص الخدمات،
بينما تساءل البعض الآخر عن العائد من تنفيذ القرار
واجتمع بعض الطلاب أمام جامعة حلوان موعد امتحانهم وأخذوا يتهامسون
فيما بينهم عن قرار تحويل حلوان إلي محافظة، وتساءلت منة السيد- طالبة في كلية
العلوم- هل سيتم تحويل حلوان إلي محافظة صناعية؟، وما النفع الذي سيعود علي سكانها
بعد هذا القرار؟.
وفي الوقت نفسه أعربت شيرين أحمد محمد عن سعادتها قائلة: " هذا القرار
سيجبر الحكومة علي تطوير الجامعة ورفع ميزانيتها لأنها ستكون جامعة المحافظة
".
ورفضت سلمي محمد- طالبة في كلية الآداب- القرار وأرجعت ذلك إلي أن حلوان
ليست بعيدة حتي يتم تحويلها إلي محافظة.
أما أحمد حجاج يوسف أحد سكان حلوان فيري أن القرار في صالح أهالي
المنطقة قائلا :" هناك الكثير من المشروعات المتوقفة بسبب نقص الميزانية، أما الآن
وبعد تحويل حلوان إلي محافظة سيستمر العمل فيها مما يعود علينا بالنفع "
وكان نقص الخدمات في حلوان من أهم أسباب ترحيب البعض بالقرار ،
ويري هؤلاء أن الشوارع تحتاج إلي نظافة.
واعتبر أحد المواطنين ان القرار بمثابة طوق النجاة لسكان
حلوان.
اللواءات على رأس
المحافظين
وجاء القرار الجمهوري
بتغيير المحافظين حاملا عدة اتجاهات داخل النظام الإداري في مصر ؛ حيث كانت الرؤية
الأمنية هي المسيطرة علي اختيار المحافظين .
وكانت السمة الغالبة
على المحافظين الجدد هو تعيين ثمانية محافظين جدد يحملون رتبة لواء وقد تنوع ماضيهم
العملي بين القوات المسلحة والداخلية ، إلى جانب ثمانية محافظين قدامى يحملون رتبة
لواء ايضا ، وبالتالي أصبح الشكل العسكري هو الغالب على المحافظين
ومن هؤلاء المحافظين
المهندس لواء سيد عبدالعزيز السيد محافظ الجيزة، الذي تخرج في الكلية الحربية قبل
تعيينه رئيساً للجهاز المركزي للتعمير، واللواء سعد محمد خليل محافظ مرسي مطروح ،
الذي تخرج في الكلية الحربية، واللواء مصطفي أحمد السيد أحمد محافظ أسوان الحاصل
علي ماجستير في العلوم العسكرية، واللواء أركان حرب مصطفي عبداللطيف محافظ بورسعيد
، واللواء أركان حرب محمد عبدالفضيل محافظ شمال سيناء، الذي كان يشغل منصب قائد
قوات حرس الحدود.
[ويؤكد محللون سياسيون وخبراء إداريون أن التقسيمات الجديدة هي
امتداد للمحاولة الحكومية للسيطرة الأمنية والادارية على كل المواقع خاصة في
المجتمعات العمرانية الجديدة وأماكن تجمع العمال ، رغم ما يبدو في ظاهرة القرارات
وتبريرات المسئولين انها محاولة لتحقيق اللامركزية بتنوع المناطق الادارية
عدل سابقا من قبل Admin في 2008-07-05, 20:19 عدل 3 مرات